قراءة في كتاب أطياف ورؤى ،
نصه الذي فتح به -كتابه -الى هبون ملحمة الوجود المشتهى –
حيث نجده استنبط العنوان من حب عنيد تنامى بين مثالب الوجع ومناقب الصميم المثقل بالحب
رتب فيها المعاني بعبارات خلاقة وانسيابية على أدراج النبوغ الانساني الحافل بالوفاء المطلق للحبيبة تلك التي كان لها اللون المستخلص من جماليات أينعت في متاهة حياتية معمدة بالعوسج
وصباره
.هنا -الى هبون-لا يخفى على القاريء عاطفة الكاتب المدرارة على الملهمة في مسار فلسفي لا يخلو من رثاء النفس والتذمر من عوالم مأهولة بالعلل متآكلة من يباب حرمان عريق …..
ولإبحاره بين أقطاب العالم ،تدافع تأملي لا يخلو من الإنفعالات المتآلفة معاً لحدث الفار من ملوحة الحروب الضامر لحياة ابتدعتها عبثية الألوان …
فكان استقراءه لتلك الالوان استمراء لرؤى متداخلة تراكبت من وجع يآكل محاجر المخيمات وعويل النازحين من جهة ،وسراديق دخان يتصاعد من فوهات بنادق ثائرة على نياشين الكراسي من جهة أخرى ..
فكانت لعبقرية ريشته المرهونة في رسم الخلاص قدرة هائلة في اجترار الأمل وترميم انكسارات الرقيم بصدى الرفض في محافل المكشوف والمستتر في آن ..
إذ تتماثل إيقاعاته التجريدية والتأويلية مع تجليات الطبيعة وهي تطلق في ذواتنا مفاتيح النشوة ،فنلتمس من فيوضات روحه المتدفقة كينابيع آذار ،مغنماً نورانياً ،لأرواحنا المنهكة ،،
وها نحن السارحون في هبوبه ,نلتقط أنفاسنا إنشداهاً من تشكيلات خلاقة توازي جمالية العالم في الجهة المقابلة للشرق الآسن بلظى المواجع ..
ولست أراني أبالغ بالثناء -تبعا لقراءتي ومواكبتي الطويلة لسهيلاته المتشعبة المعارف والشاسعة الامتداد-
فلكم رأيت فيه الشاعر الفيلسوف الحداثي الفريد الذي ثابر على تحري الوقائع بتحديات بطولية اقتحمت الديجور وأشرعت النور أمام سجناء الكآبة حيث أخرجتهم من دوائر الشراسة الآدمية الى حيث مواطن الدفء الشعري والخفق العاطفي مغتالاً بذلك الأحمر الدامي ،فكان انتصار ثورته على مرمى المقارعات ،جلياً بحق
وقد أعجز على إتيان الشواهد لكثافة ما تحملها النصوص من مستجدات فعالة تجعلنا نتحرر من جلد الذات وننهض بوثوب الليوث
للانقضاض على عناكب القنوط…
/أيها العالم الدائري الغاضب من ألوانه،،
ازرع شتائل عنفك في خدود المتعبين …)
وان كنت أنسى انذارات الوقت لي وانا أغترف التأويل من آفاقه الرحبة، وأكتشف جوانب مبهمة تموج ببنات خاطر المتلقي بين مواجع الحاضر ،ونشوة الحب، وسريالية الوهم اللذيذ ..فالعلاقة القائمة بين مجازات الحياة ‘وذات الانسان كما يتراءى ل’ريبر هبون’ ،استشراق إبداعي،وانتشاء صوفي،يروم المآثر وينشد الحب مخرجاً من كل زيف أوحقد …
(مقتطف من النصوص).
بيد أننا نلاحظ أن لفلسفة الألم ،الحصة الأكبر في نسيجه الأدبي،لكنها كانت ذو منفعة توعوية وأدبية ،صقلت من حكمته،وجعلت من كتاباته نظريات وظيفية تحاور الإدراك الحسي للقارىء من الداخل ،تنشأ أبعاده الفكرية وتعيد تأهيله معرفياً ،بانسيابية شعرية تنم عن جاذبية كاتبها فكان الأقدر على تصيير ألمه الذكي، لثنية فنية تفرز أشكالاً شعاعية تجمع بين طاقات نيتشوية قائمة على فكرة /مالا يقتل ،يجعلني أقوى /…
وبين أطروحات ديكارتية ممنهجة على أسس البداهة والإستنباط..
محاولاً بذلك بلوغ اليقين من خلال تأمل العوالم الداخلية والخارجية ،والإقرار بماهية الأشياء والموجودات ،بعيداً عن مزالق الشك والتهور ،فكانت أطياف حصيلة نظرية ريبرية ،مستعيناً فيها نسبياً بقناعات ديكارت /كلما شككت ، ازددت يقيناً بوجودي /.إلا أن لبصمته الشعرية خزف الجمان بين لوحات الأباطرة
اذ لهالة الحيرة والحب التي امتاز بها الكاتب،استثارة لخلجات مريبة فينا ،تميزه عن أقرانه من ناهلي المعرفة وفلاسفتها..
فنراه يشهر عن ما يعتلجه قائلاً:
(نشوة الحزن الباردة تتمدد في أوردتنا ،من خلال جاذبية الحياة ،التي يلمح فينا الدفء وروعة البوح بنغمات الأنين…..تدفعنا لعزف جوقان الحنين في مدار العتمة والتغريد الغاصب)..
* بقلم بنار كوباني
واكبت قلمه الموظف لناحية وجودية بحتة على مدار سنوات في عالم افتراضي لم يقسم لنا اللقاء، وربما لأنه ابن بلدي /كوباني /خريج تلك البيئة المتقشفة الخاوية من متارف الحياة ومتاعها ،والتي لم تكن حائلاً بينه وبين السمو نحو الابداع والتأمل والسبر عميقاً في الأقانيم والأطياف ،باتت المآسي التي لمستها في قراءتي المتواضعة لتلك النصوص /اذ أرى نفسي أبسط من أن أقدم قامة أدبية سامقة ك -ريبر هبون- باتت تلك المآسي تميط اللثام عن ماورائيات غائرة بالعمق بعيون شاخصة ومعطيات آلية سردية تمتلك مساحات كبيرة لنسج الكينونة وخيوطه الممتدة الى خبايا النفس ..
اذ كلما سافرنا على متن أفلاكه نستكتشف نمنمات فكره المثخن بالتساؤلات تدب بأوصال الحقائق زخرفاً فسيفسائية للوجود المتلاقح بثقافة استثنائية ،فوق مستوى الشعر المنوط بأوزان وقوافي، تقيد عنان الكاتب
..انما هنا /نثرية أطياف/ترانا نقتفي أثر الصراخ الباثق من كنه الشجون حيث حراك الحرف فوق صهوة البلاغة يجعل الشعور في نزال حقيقي آسر ،مع الذات والمحيط
فكانت من نتاج تلك الخوابي /سبيكة نهجه المعرفي القائمة على فكرة الحب وجود والوجود معرفة واكبت قلمه الموظف لناحية وجودية بحتة على مدار سنوات في عالم افتراضي لم يقسم لنا اللقاء، وربما لأنه ابن بلدي /كوباني /خريج تلك البيئة المتقشفة الخاوية من متارف الحياة ومتاعها ،والتي لم تكن حائلاً بينه وبين السمو نحو الابداع والتأمل والسبر عميقاً في الأقانيم والأطياف ،باتت المآسي التي لمستها في قراءتي المتواضعة لتلك النصوص /اذ أرى نفسي أبسط من أن أقدم قامة أدبية سامقة ك -ريبر هبون- باتت تلك المآسي تميط اللثام عن ماورائيات غائرة بالعمق بعيون شاخصة ومعطيات آلية سردية تمتلك مساحات كبيرة لنسج الكينونة وخيوطه الممتدة الى خبايا النفس ..
اذ كلما سافرنا على متن أفلاكه نستكتشف نمنمات فكره المثخن بالتساؤلات تدب بأوصال الحقائق زخرفاً فسيفسائية للوجود المتلاقح بثقافة استثنائية ،فوق مستوى الشعر المنوط بأوزان وقوافي، تقيد عنان الكاتب
..انما هنا /نثرية أطياف/ترانا نقتفي أثر الصراخ الباثق من كنه الشجون حيث حراك الحرف فوق صهوة البلاغة يجعل الشعور في نزال حقيقي آسر ،مع الذات والمحيط
نصه الذي فتح به -كتابه -الى هبون ملحمة الوجود المشتهى –
حيث نجده استنبط العنوان من حب عنيد تنامى بين مثالب الوجع ومناقب الصميم المثقل بالحب
رتب فيها المعاني بعبارات خلاقة وانسيابية على أدراج النبوغ الانساني الحافل بالوفاء المطلق للحبيبة تلك التي كان لها اللون المستخلص من جماليات أينعت في متاهة حياتية معمدة بالعوسج
وصباره
.هنا -الى هبون-لا يخفى على القاريء عاطفة الكاتب المدرارة على الملهمة في مسار فلسفي لا يخلو من رثاء النفس والتذمر من عوالم مأهولة بالعلل متآكلة من يباب حرمان عريق …..
ولإبحاره بين أقطاب العالم ،تدافع تأملي لا يخلو من الإنفعالات المتآلفة معاً لحدث الفار من ملوحة الحروب الضامر لحياة ابتدعتها عبثية الألوان …
فكان استقراءه لتلك الالوان استمراء لرؤى متداخلة تراكبت من وجع يآكل محاجر المخيمات وعويل النازحين من جهة ،وسراديق دخان يتصاعد من فوهات بنادق ثائرة على نياشين الكراسي من جهة أخرى ..
فكانت لعبقرية ريشته المرهونة في رسم الخلاص قدرة هائلة في اجترار الأمل وترميم انكسارات الرقيم بصدى الرفض في محافل المكشوف والمستتر في آن ..
إذ تتماثل إيقاعاته التجريدية والتأويلية مع تجليات الطبيعة وهي تطلق في ذواتنا مفاتيح النشوة ،فنلتمس من فيوضات روحه المتدفقة كينابيع آذار ،مغنماً نورانياً ،لأرواحنا المنهكة ،،
وها نحن السارحون في هبوبه ,نلتقط أنفاسنا إنشداهاً من تشكيلات خلاقة توازي جمالية العالم في الجهة المقابلة للشرق الآسن بلظى المواجع ..
ولست أراني أبالغ بالثناء -تبعا لقراءتي ومواكبتي الطويلة لسهيلاته المتشعبة المعارف والشاسعة الامتداد-
فلكم رأيت فيه الشاعر الفيلسوف الحداثي الفريد الذي ثابر على تحري الوقائع بتحديات بطولية اقتحمت الديجور وأشرعت النور أمام سجناء الكآبة حيث أخرجتهم من دوائر الشراسة الآدمية الى حيث مواطن الدفء الشعري والخفق العاطفي مغتالاً بذلك الأحمر الدامي ،فكان انتصار ثورته على مرمى المقارعات ،جلياً بحق
وقد أعجز على إتيان الشواهد لكثافة ما تحملها النصوص من مستجدات فعالة تجعلنا نتحرر من جلد الذات وننهض بوثوب الليوث
للانقضاض على عناكب القنوط…
/أيها العالم الدائري الغاضب من ألوانه،،
ازرع شتائل عنفك في خدود المتعبين …)
وان كنت أنسى انذارات الوقت لي وانا أغترف التأويل من آفاقه الرحبة، وأكتشف جوانب مبهمة تموج ببنات خاطر المتلقي بين مواجع الحاضر ،ونشوة الحب، وسريالية الوهم اللذيذ ..فالعلاقة القائمة بين مجازات الحياة ‘وذات الانسان كما يتراءى ل’ريبر هبون’ ،استشراق إبداعي،وانتشاء صوفي،يروم المآثر وينشد الحب مخرجاً من كل زيف أوحقد …
(مقتطف من النصوص).
بيد أننا نلاحظ أن لفلسفة الألم ،الحصة الأكبر في نسيجه الأدبي،لكنها كانت ذو منفعة توعوية وأدبية ،صقلت من حكمته،وجعلت من كتاباته نظريات وظيفية تحاور الإدراك الحسي للقارىء من الداخل ،تنشأ أبعاده الفكرية وتعيد تأهيله معرفياً ،بانسيابية شعرية تنم عن جاذبية كاتبها فكان الأقدر على تصيير ألمه الذكي، لثنية فنية تفرز أشكالاً شعاعية تجمع بين طاقات نيتشوية قائمة على فكرة /مالا يقتل ،يجعلني أقوى /…
وبين أطروحات ديكارتية ممنهجة على أسس البداهة والإستنباط..
محاولاً بذلك بلوغ اليقين من خلال تأمل العوالم الداخلية والخارجية ،والإقرار بماهية الأشياء والموجودات ،بعيداً عن مزالق الشك والتهور ،فكانت أطياف حصيلة نظرية ريبرية ،مستعيناً فيها نسبياً بقناعات ديكارت /كلما شككت ، ازددت يقيناً بوجودي /.إلا أن لبصمته الشعرية خزف الجمان بين لوحات الأباطرة
اذ لهالة الحيرة والحب التي امتاز بها الكاتب،استثارة لخلجات مريبة فينا ،تميزه عن أقرانه من ناهلي المعرفة وفلاسفتها..
فنراه يشهر عن ما يعتلجه قائلاً:
(نشوة الحزن الباردة تتمدد في أوردتنا ،من خلال جاذبية الحياة ،التي يلمح فينا الدفء وروعة البوح بنغمات الأنين…..تدفعنا لعزف جوقان الحنين في مدار العتمة والتغريد الغاصب)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق