لا للاتجار بالمرأة باسم الزواج
(حول ظاهرة الزواج العائلي في كوباني)
ريبر هبون
مما
لا شك فيه فإن التحرر الاجتماعي يسهم إلى
حد كبير في زوال مقومات نشوء الاستبداد
السياسي والعكس صحيح، نجد المفاهيم
الذكورية، لاتزال تشيح بظلالها على كامل
رقعة الشرق الأوسط ، تعيق دور المرأة في
النهوض ، وهنا نركز على ظاهرة الزواج
العائلي السائدة في العلاقات الاجتماعية
والتركيبة العشائرية لها، فإن الرجل
والمرأة لا يزالان يعيشان أدوار العبودية
القديمة ، عبر مفاهيم تكبل فيهما روح
الحياة ، حيث نجد المجتمع في كوباني كمثال
خاص يمر في مراحل أفضل قياسا بالماضي
القريب، إلا أن الكثير لا زال عاجزاً عن
اختيار شريكة حياته،حيث لا تزال العلاقات
السلعية النفعية أساساً للزواج، أما
الاختيار فلا زال يمر في مراحل صعبة، لا
يستطيع فيها الرجل تجاوز أفكار عائلته
(الأب،
الأم)
وعلاقة
القرابة، حيث نجد حالات الانتحار ملحوظة
بين الشباب في كوباني، كالانتحار أو
الهروب، من العائلة، وكذلك فإن المرأة
تعاني المرارة نتيجة تسلط المفاهيم
الذكورية عليها من قبل الأب ، والأم وأفراد
القرابة التي تربط فيما
بينهم صلة الدم، وتمنع من حدوث أي زواج
نابع عن الحب أو الاختيار الحر، حيث يتم
التعامل مع الزواج لا كمؤسسة للحياة
والاستقرار، بل ينظر إليه كميدان لاسترضاء
الأقارب وذلك بإعطاء الفتاة لابن العم
أو الخال، وأحياناً يصل ذلك لدرجة إرغامها
على ذلك،لهذا فالزواج وفق هذا المسار
عبارة عن صفقة تجارية أو عملية بيع وشراء،
وهنا تتفشى حالات الضياع والخيانة الزوجية
، نتيجة هذه العقلية التي يدفع ثمنها
الشاب والفتاة ومن ثم المجتمع ككل، لهذا
وجب النظر في هذه الإشكالية ووضع حلول
مناسبة للحد من الزواج النفعي، وإلزام
العائلة بوجوب احترام اختيار الفتاة
والشاب، لأن الزواج حياة مصيرية، وإن
أي
:
تهديد
لها هو تهديد لسلامة المجتمع بأسره، وذلك
عبر اتخاذ التدابير التالية
وجوب
وجود مؤسسات مدنية تقف حول أسباب هذه
الظاهرة واتخاذ التدابير الضرورية للحد
من هذه الظاهرة عبر التوعية والإرشاد
اللازمين بين الرجل والمرأة للحيلولة
دون تفاقم هذه المشكلات التي تصل بالشباب
إلى الضياع والاغتراب
إقامة
المحاضرات والملتقيات الأسرية وتعريف
الناس حول ضرورة دعم الاختيار وصون حقوق
الرجل والمرأة في الحياة المشتركة
فتح
قنوات تواصل مع الأهل للتعريف بمخاطر
الزواج العائلي التقليدي، وتوعية المجتمع
ونشر قيم الحياة الحرة في أوساطه
فتح
مراكز الدعم والإرشاد والمساعدة لذوي
المشكلات العائلية ممن يعانون من ضغط
الأهل جراء محاولاتهم التدخل في مصير
الأبناء والتحكم بهم، وعرض هذه المشكلات
على
المؤسسات المعنية
إيجاد
مؤسسات اجتماعية تقف حول ظاهرة الزواج
العائلي وإيجاد صيغ حماية للذين يعيشون
الضغط الأسري
وأخيراً
يمكننا ان نقول إن ظاهرة الضياع الاجتماعي
مردها تلك المفاهيم الذكورية التي يجب
طويها والحد من تدخلها في الحياة والمصير
المشترك، بخاصة وإننا نشهد تفاقم المشكلات
الناجمة عنها مما يسترعي بالجهات المدنية
الوقوف حول هذه المشكلة وإيجاد حلول
وقائية تصون حرية الاختيار لبناء مجتمع
معرفي أساسه حرية الاختيار ضد المجتمع
الأبوي القامع لهذا الاختيار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق